عدد الرسائل : 118 العمر : 34 الموقع : bassem_moner@yahoo.com تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: إذا حل هذا الشهر الكريم ظهر الناس على حقيقتهم، الأربعاء أغسطس 27, 2008 4:37 pm
إذا حل هذا الشهر الكريم ظهر الناس على حقيقتهم، فكانوا أصنافًا أربعة: الأول: صنف مستهتر متمرد على الله، لا قيمة لرمضان عنده، أقبل أو أدبر، وليتَ الجريمة تقف عند هذا الحد، بل تصل أحيانًا إلى درجة البذاءة والاستخفاف بالطاعات، فهو في النهار يُجاهِر بالإفطار علنًا لا يخشى الله ولا يرعى شعور المسلمين، وهذا الصنف هو المقصود بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: "كل أمتى معافًى إلا المجاهرين".
الثاني: صنف يستحي من الناس ولا يستحي من الله، فهو أمام الناس يتصنع الصوم ويتكلف الورع، السبحة في يده والتمتمة على شفتيه، فإذا خلا بنفسه باشر كل المتع والملذات، وهذا الصنف هو المعني بقول الله عز وجل : ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيْطًا﴾ (النساء: 108)، وهو في الواقع يسخَر من نفسه، وكأنه المعني بما جاء في الأثر: "من عصاني وهو يعتقد أني أراه فقد جعلني أقل الناظرين إليه، ومن عصاني وهو يعتقد أني لا أراه فقد كفر".
الثالث: صنف جاهل، يفهم الصوم على أنه إمساك عن الطعام والشراب طوال النهار وحسب، ويفهم الصوم على أنه تسليةٌ وفوازيرٌ وسهراتٌ وترفٌ ومظاهرٌ، ولم يفقه أنه فرصةٌ للتخلص من هذه النقائص والأمراض، وهو المعني بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: "رُبَّ صائمٍ ليسَ له من صيامه إلا الجوع والعطش".
الرابع: صنف عاقل حازم، يفهم الصوم على أنه مدرسةٌ للتربية والسموّ، تربيةٌ للعقول والأرواح وغرسٌ للتقوى في النفوس، ثم حراستها حتى يتربى الضمير الحي والشعور المرهف والنفس اللوامة، يأخذ الصوم على أنه مدرسةٌ تربى في المسلم الإرادة الحازمة التي تجعله يستعلي على الضرورات؛ إيثارًا لما عند الله من الرضا والرحمات، فالصوم عنده رحلةٌ ربانيةٌ، ميقاتها شهر "تبدأ باسمك اللهم صمت عن كل شيء إلا طاعتك، وتختم باسمك اللهم أفطرت، وفيما بينهما يقوم لله قانتًا مسبِّحًا"، وهذا الصنف هو المعني بقول الرسول- صلى الله عليه وسلم -: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غَفر الله ما تقدم ما ذنبه".
هذه هي أصناف المسلمين في رمضان، فانظر يا أخي من أي هذه الأصناف أنت، فإن كنت من خيرها فلتحمد الله عز وجل، وإن كنت غير ذلك فجاهد نفسك حتى تكون على الجادَّة.. "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلي الله عليه وسلم رسولاً