إحترس من دجالي التخسيس
الرشاقة والوزن المثالي أصبحا مطلب الجميع نساء ورجال .. صبيان وصبايا . والسيطرة على الوزن تتطلب ضبط النفس وتغيير السلوك الغذائي والسيطرة على الشهية والامتناع عن تناول مالذ وطاب وممارسة الرياضة . وهذه مشكلة كبيرة ، فنحن نريد أن نفقد الوزن الزائد دون جهد أو حرمان فما العمل ؟
هنا يتدخل الدجالون والنصابون والمتاجرون بكل شيء فيقدمون البديل .. الوزن المثالي بدون إرهاق الريجيم ، وبدون ممارسة الرياضة .. فقط عليك شراء المنتج السحري وكلي ما تريدين وستفقدين الوزن الزائد وتصبحين موديلا تصلح لرقص الباليه !
--------------------------------------------------------------------------------
سمعت طبعا عن كريمات وصابون يتم تدليك الجسم بها فيذيب الدهون المتراكمة فيه ، ويعود الجسم رشيقا خاليا من العيوب ، هكذا دون تعب أو معاناة مع الأنظمة الغذائية ! هذا بالطبع ضد قوانين الطبيعة وأولها أن "الطاقة لا تفنى ولا تستحدث" ، فهذه الدهون تكونت نتيجة لاستهلاكك كمية من الطعام أكثر مما يحتاجها جسمك وهي طاقة مختزنة ، والحل الوحيد لاذابة هذه الدهون هي في تحويلها الى طاقة يتم حرقها في عمليات جسمك الحيوية من هضم وامتصاص وتدفئة وتنفس وحركة أمعاء وقلب وغير ذلك . لكن فكرة اذابة الدهون بكريم أو بصابون هي فكرة خاطئة وكاذبة ، والا أخبريني أين تذهب هذه الدهون المذابة ؟ هل تذهب مباشرة الي الدم فتسد الأوعية الدموية وهذا بالطبع لا يحدث لأن معناه الوفاة في الحال ؟ أم يخرجها الجسم في البول مباشرة فنرى طبقة من الدهون تعوم على سطح عينة من البول ؟
فيما يخبرك آخرون أن هناك حزام لو إرتديته سيقوم بتحريك العضلات تلقائيا فتزول الدهون وينتصب البطن وتعود الرشاقة ، هكذا بدون أي مجهود . و هنا نسأل .. لو وضعنا هذا الحزام حول كيلوجرام من اللحم والدهن ، هل سيفقد هذا الكيلو جرام بعضا من وزنه فيصبح " كيلو الا ربع " مثلا ؟ بالطبع لا .. مرة أخرى أذكرك بقانون الطاقة الذي يقول أن "الطاقة لا تفنى ولاتستحدث" ، ذلك ان تحريك العضلات ذاتيا ، أي عن طريق رغبتك أنت في تحريكها يستهلك طاقة ، ومن ثم تفقدين بعض الطاقة المختزنة في جسمك من نشا حيواني (جليكوجين) ودهون ، لكن تحريك العضلة عن طريق حزام يعمل ببطارية كهربائية يستخدم طاقة تأتي من البطارية ذاتها وليس من دهونك المختزنة . إن الرياضة هي الوسيلة الوحيدة للحصول على الرشاقة مع تنظيم أكلك بطريقة صحية ، وهي التي تزيد من معدل حرق الطاقة في جسمك ، وتشد عضلاتك وتحافظ على جسمك في شكل سليم .
هناك أيضا شورت التخسيس وبدلة الساونا وهذه لا تساعد الجسم على فقد الوزن ، بل تعتمد على فكرة أن الجسم يعرق عند بذل أي مجهود ، وهذا العرق هو جزء من ميكانيكية محافظة الجسم على درجة حرارة ثابتة ، ففي الجو البارد تنكمش الأوعية الدموية على سطح الجلد لتقليل كمية الحرارة المفقودة من خلاله ، بل ويبرد سطح الجلد لكي يقلل من الفارق بين حرارته وحرارة الجو البارد المنخفضة ، فلا يفقد الجسم حرارته . وفي الجو الحار ، أو عند بذل مجهود يستدعي حرق الطاقة في الجسم ، فإن الجسم يوسع من الأوعية الدموية على السطح لكي يفقد بعضا من هذه الحرارة حتي تظل حرارة الجسم ثابتة ، كما يزيد من حرارة الجلد حتي لا تنتقل الحرارة من الجو الخارجي الحار الى الجسم فتزيد حرارته وتعرضه للخطر ، ثم يلجأ الجسم لوسيلة اضافية وهي إفراز العرق الذي يتبخر في الهواء مما يؤدي إلى فقد بعض الحرارة من الجلد . وعندما نلبس شورت التخسيس أو بدلة الساونا فإن الجسد لا يستطيع أن يفقد حرارة للجو الخارجي عن طريق الانتشار المباشر ، فيلجأ الى زيادة افراز العرق ، الذي لا يتبخر الى الهواء ، لأن نسيج البدلة أو الشورت يحتوي على مواد بلاستيكية غير منفذة للهواء ، وهنا يحدث التطور الخطير التالي : يزداد عمل الغدة العرقية بدون التهوية المطلوبة فتنفجر في الجلد مسربة العرق إلى الانسجة المجاورة ، فتحدث الحالة المرضية المسماه بحمو النيل Prickly heat ، كما أن الفطريات التي تنمو في أماكن التصاق الجسم مثل منطقة تحت الأبط ، وبين الفخذين ، تنمو وتترعرع حيث أنها مثل النبات تزدهر مع وجود الرطوبة . إن هذه الوسائل لزيادة التعرق غير صحية ، بل إن الصحي والمفيد هو ترك العرق للهواء مباشرة للتبخر والقيام بدوره في الحفاظ على درجة حرارة الجسم في حالة ثبات . إن الرياضة في الهواء الطلق ، مثل الهرولة أو المشي أو لعب التنس وغير ذلك ستزيد من كمية عرقك بالتأكيد ، ولكن أتركي هذا العرق للهواء ولا تحبسيه فتضرين نفسك .
وحذار ممن يحاول اقناعك بفكرة تناول أعشاب التخسيس التي لا تعرفين مكوناتها ، والتي يكون أثرها المباشر هو تليين حركة الأمعاء ، اذ أن الجسم يرفض مكونات هذه الأعشاب ، ويحاول طردها فتحدث حركة التليين ، ومعها لا يستفيد الجسم من طعام أكلتيه اذ يتم طرده مع الأعشاب الضارة التي يلفظها الجسم بحكمته الداخلية . يحدث بعد ذلك أن الأمعاء تعتاد على هذه الأعشاب ، فلا تقوم بوظيفتها في طرد الفضلات ألا اذا تناولت هذه الأعشاب يوميا ، وهكذا يتم التعود بل والإدمان على هذه الأعشاب الضارة ، التي ذكرت بعض الأبحاث أنها تسبب الفشل الكلوي ومشاكل للكبد وغير ذلك من الآثار الصحية السلبية .
يذهب البعض لاجراء بعض التدليك لجسده لكى يفقد وزنا ، ولكن اذا كان للجسم أن يفقد وزنا نتيجة للرياضة فهو بسبب حرق سعرات أكثر تستهلك بعض الدهون من جسم المتريض . وإن كان هناك من سيفقد وزنا نتيجة التدليك فهو المدلك شخصيا نتيجة للجهد الذي يبذله خلال عمله!
يقول البعض أنه لا يحب شرب الماء ويعتقد أن يشرب الشاي و القهوة يغني عنه فهى مصنوعة من الماء ايضا . هذه المقولة خطأ فالشاي و القهوة يساعدان على احتجاز الماء في الجسم ، لكن شرب 8 أكواب من الماء القراح هو وسيلة أكيدة للحفاظ على الرشاقة ، ذلك أن إنخفاض نسبة الماء في الجسم تؤثر على عمل الكلى بالسلب مما يستدعي مساندة الكبد للقيام ببعض أعباء الكلى ، فيقل معدل حرقه للدهون مما يزيد من البدانة . لذا يجب شرب كمية كافية من الماء حتى تقوم الكلى بعملها بصورة صحية ، كما يجب ألا تزيد نسبة المشروبات من الشاي و القهوة و العصائر عن ثلث هذه الكمية .
ان الطريق الى فقد الوزن الزائد يمر من خلال تقليل كمية السعرات التي يتناولها الانسان مع العمل على زيادة المنصرف منها من خلال الرياضة ، مع التركيز على الخضروات والفواكه والبروتينات والتقليل من النشويات والحد من السكريات المباشرة وشرب الماء بكمية كافية ، ولنتذكر المثل العربي القائل : "ماحك جلدك مثل ظفرك"-----------------------