باسم منير نوبي ممتاز
عدد الرسائل : 118 العمر : 34 الموقع : bassem_moner@yahoo.com تاريخ التسجيل : 14/04/2008
| موضوع: الموسيقى فى النوبة الثلاثاء أبريل 15, 2008 5:53 am | |
| كومباجاش وهى رقصة تؤدى بشكل جماعى يقف الرجال صفوفاً عديدة تزيد عن عشرة أفراد تقابلها صفوف متوازية من النساء وتأتى صفوف الفتيات فى الخلف بعيداً عن أعين الرجال . وكان الموسيقيون من الرجال يعزفون على الدفوف ، وكانوا يقفون فى أحد الأركان المواجهة لمركز الرقص ( حيث كان الرجال يتصفون بالمهارة على العزف لآلة التار أو الدف ) حيث تتقابل صفوف الرجال والنساء وكانت هذه الرقصة تتسم بقلة الحركات ، وهى حركات تواكب إيقاع الغناء الموسيقى فتتمايل صفوف الرجال وصفوف النساء وايديهم متشابكة ثم يأخذون عدة خطوات أمامية ليها خطوات خلفية وكان الجميع يرددون الغناء وكانت أحيانا تتقدم إحدى السيدات من كبار السن لترقص وسط الصفوف .
=================================================================================================================================================================== أولــن أو كــف فهذه الرقصة تعتمد على التصفيق الإايقاعى بالأيدى وتتطلب مهارات خاصة تفوق رقصة الكومباجاش فيقف مجموعة من الرجال فى محيط نصف دائرى وهم يصفقون معاً بالأيدى تنضم النساء والفتيات من العبيد وهن يترنحن بأجسامهن تارة للأمام وتارة للخلف .
=================================================================================================================================================================== ارجــيـــد يقف الموسيقيون والرجال صفاً فى مواجهة النساء اللأتى يقفن فى صفوف طويلة ، وتتسم هذه الرقصة بخطوات الحركة التى تشبه خطوات الرقص التصفيقى إلا أن الراقصين يتبعون إيقاعاً سريعاً فهذا الفريق يتكون من المغنى وضارب الدوف والمنادى" بدايما " وتعبر كلمة ( دايما ) ومعناها ( على الدوام ) عن المديح والشرف للأفراد الذين ينادون أسماءهم ، فكان يتوقف العزف والغناء لمدة ثوان قليلة ليصيح المنادى ( فلان الفلانى ... دايما ) فالناس الذين ينادى على أسمائهم يقدمون بعض النقوط أى بضعة قروش للمنادى
الأغنية النوبية هى ثروة التعبير العاطفى لدى أهل النوبة منذ زمن بعيد ، وهى ما تزال حتى اليوم تحتل فى نفوسهم المكانة الاولى بين سائر فنون التعبير الشعبى الأخرى التى عرفوها ومارسوها ، فالغناء فى النوبة هو المجال الذى يلتقى فيه الجميع من الرجال والكبار إلى الصبية الصغار ومن عجائز النساء إلى الصبيات ، فلا يمكنك فى النوبة أن تخطئ الإحساس بان الأغنية متغلغلة فى ضمائر الجميع وانهم ينجذبون إليها كأنها مغناطيس . ويحتل الغناء والطرب المكانة الاولى من نفوس أهل النوبة حتى لقد كان يتكلف الشخص مشقة عبور النهر لمجرد انه استمع إلى صوت فى الضفة الأخرى يرتفع بالغناء ، بل كثيرا ما يتكبد الشخص عناء الانتقال من نجعه إلى نجع قصى يركب إليه النيل أو يسير على قدميه ساعات لكى لا يفوته الاستمتاع بالغناء فى عرس بذلك النجع البعيد ، وقد لا يكون مدعوا إلى هذا العرس . والغناء من مواد السمر فى النوبة فليس من الضروري أن يكون هناك عرس حتى تستمع إلى المغنى ، وليس من الضروري أن يكون المغنى متخصص أو محترف لأن كل شخص فى النوبة يستطيع أن يغنى من الأغانى ذات الإطار المفتوح التى تدور فقراتها جمعياً فى إطار موضوع عام وأن تحدثت كل فقرة عن شئ لا يأتلف دائماً مع سائر الفقرات، وهذا يحدث فى العادة عندما يشترك اثنان أو أكثر فى الأغنية الواحدة ، وقد يحدث كذلك مع المغنى الواحد ، وعلى سبيل المثال فإذا سمعت أحد الفاديجات يغنى ( اسمر اللونا ) فلا تظن أنك سمعت هذه الأغنية وإن كان قد غناها لك من قبل اكثر من واحد ، ذلك أن كل مغنى يقول فى الإطار لساعته ما يتبادر إلى خياله وذهنه ، وكذلك الأمر بالنسبة لأغنية ( اللالون يالون.. لونا يالونا ) فى مناطق الكنوز وكانت هناك مناسبات أخري غير الأفراح والسمر يظهر فيها الغناء ، وكان يظهر هذا فى أثناء تسوية الأرض أو زراعتها حيث كانت تنطلق الأغنية مع إيقاع ضربات ( الطورية ) فى الأرض ، واثناء الحصاد ، وفى البيت تغنى المرأة لطفلها الرضيع ، كما كانت تغنى وهى منهمكة فى عملها حين تجلس لتدير الرحى أو لتصنع الشعرية ، وكانت الفيتات أيضا تغنى فى طريقهن من النيل إلى بيوتهن حاملات الجرة أو الصفائح المملوءة بالماء ، فالأغنية النوبية تستمد صورها ومادتها التعبيرية من البيئة فهى رصيد للخيال الشعبى النوبى ومشاعر الإنسان النوبى بكل ما تتميز به من بساطة وبراءة . | |
|